حقائق صادمة في ماَلات الحرب على اليمن
يمنات
محمد المقالح
يمكن التوقف امام اربع حقائق صادمة فيما أآلت اليه الحرب العدوانية السعودية على اليمن حتى اللحظة الراهنة و الى مستقبل منظور، و على النحو التالي:-
– الحقيقة الاولى
– فشل الحسم العسكري من قبل العدوان السعودي وحلفائه وعدم وجود اي مؤشر على امكانية حسمها عسكريا في المدى المنظور..
-الحقيقة الثانية
– هي تردد صنعاء منذ البداية في تحويل الفشل العسكري السعودي الى انتصار يمني وبدلا من ذلك مراهنتها الثابتة – كاستراتيجية – على عوامل الصمود والوقت والقبول بما يطرح من شروط كالمبادرة الخليجية والقرار 2216 ومخرجات الحوار، فضلا عن مبادرات حسن النية التي تقدمها بين فترة واخرى علها بذلك تقنع السعودية بضرورة وقف الحرب والجلوس للتفاوض بدلا من اجبارها عليهما بالقوة وبرفع خسائرها العسكرية والبشرية وتحويل اثار الحرب الى الداخل السعودية بصورة مؤثرة، وبما يجعل الاستمرار فيها خطير بقدر ما هو غير مجدي وحتى اللحظة لم تدرك صنعاء بعد ان سياسة “الاقناع” لا توقف الحروب بين الدول، بل تغري باستمرارها وتطيل من امدها وترفع من كلفتها وهذا هو الحاصل في الحرب اليمنية اليوم.
– الحقيقة الثالثة
هي توقف مساعي السلام الاممي وغير الاممي بصورة فعلية وغياب اي خطة لوقف الحرب او للحل السياسي الشامل للازمة اليمنية، بالمقابل يتم تثبيت الحلول الجزئية بديلا للسلام لا مقدمة له وهذا ما يقوم به المبعوث الاممي ومن خلفه بريطانيا كما يبدو بدأ من مفاوضات السويد وحتى اللحظة حيث يلاحظ ان التهدئة في الحديدة اصبحت هي الفعل الوحيد لمساعي السلام في اليمن.
– الحقيقة الرابعة
هي اعادة تعريف الحرب السعودية العدوانية على اليمن وما انتجته وتنتجه كل يوم من حروب داخلية بين اليمنيين باعتبارها قضية انسانية تتعلق بالمساعدات والامراض وعدم صرف المرتبات او فتح المطارات بدلا من كونها قضية سياسية وحرب اجنبية وداخلية كبرى تعتبر المسالة أو المأساة الانسانية احد نتائجها لا احد اسبابها.
– الحقيقة الرابعة
هي تجميد جبهات استراتيجية في السواحل والحدود وحدود المحافظات الجنوبية وانشاء جيوش ومليشيات ورسم خرائط ووقائع جديدة خارج كل الاطراف المتحاربة وعلى حساب عناوين حروبها بل ونقيضا لها يرافقها تفجر حروب داخلية وتواصل اخرى على مستوى كل منطقة على حدة من ناحية وداخل كل طرف من اطراف الصراع المحلي من ناحية اخرى.
تلك اذا هي الحقائق الصادمة في الحرب على اليمن اليوم او في ما آلت اليه نتائجها حتى اللحظة الراهنة، الامر الذي يجعل الحرب مرشحة للاستمرار بدون افق وبدون خطة جدية لوقفها.
وخلاف ذلك فكل الاطراف الداخلية والخارجية تغرق اليوم في حروب اليمن بصورة اكبر على خلاف ما يبدو على السطح وبما يجعل تشظي هذه الحرب على اليمن – الحروب اليمنية – الفاشلة او حروب الفاشلين خطرا وحربا على امن واستقرار المنطقة وبحارها وممراتها بصورة اعنف واشمل مما هو عليه الحال الان، خصوصا والسعودية وبقية حلفائها يحرصون بغباء او ربما بوعي – لا ادري- على جعل اليمن نقطة ارتكاز وتفجر لحرب المحاور الاقليمية بين ايران وحلفائها من جهة والحلف المعادي لها بما فيه اسرائيل من جهة اخرى وبما يجعل حل الازمة في اليمن مرتبطة كليا بتفجر حرب اقليمية محتملة في المنطقة، ولكن دون ان تعكس اي تهدئة او حلول جزئية ومؤقتة لازمات المنطقة ايجابا لوقف الحرب على اليمن والحروب في اليمن بل هو العكس تماما..!.
والخلاصة الحرب في اليمن تتفسخ وتلد حروب اخرى وتنتقل شيئا فشيئا الى مربعات خارج اليمن وداخل اليمن لا علاقة لها بالعناوين التي تفجرت الحرب تحتها اول مرة، بل على النقيض منها تماما، وهذه الحروب الدموية المتوالدة لا افق لوقفها او مجرد خطة لإخراج الاطراف الخارجية من بركة الدم اليمني فيها..!
انها الحروب التي تقود نفسها ولم يعد لها من هدف سوى القتل والتشظي والتعفن والكراهية والامراض الوبائية بل والامعان في تعميق واتساع المأساة الانسانية بدلا من الحد من اثارها كما يدعون كذبا وبهدف التضليل واختطاف وعي البؤساء من اليمنيين وتلك هي الحقيقة السوداء والصادمة في حروب اليمن وعلى اليمن وكل المنطقة اليوم.
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.